شوسوي – إطالة السهر في عشية عيد الربيع

BJT 11:11 01-02-2010
 

تنتشر هذه العادة بين أبناء الشعب الصيني. وتبدأ السهرة الطويلة في عشية عيد الربيع من تناول وجبة عشية العيد. ويجب تناول الوجبة ببطء، وتبدأ الوجبة منذ موعد إضاءة مصابيح البيت، وتستمر إلى منتصف الليل في بعض الأسر. بدأت هذه العادة في عهد الأسر الجنوبية والشمالية (479-589) على الأقل، وتعبر هذه العادة عن أنه يعز علي قلوب الناس توديع العام الجديد، وعن تطلعاتهم في العام الجديد.

ويسمي أبناء الشعب الصيني هذه العادة أيضا "أو نيان" بالصينية، من أين جاءت هذه العادة؟ تنتشر بين عامة الشعب حكاية تقول إنه في القدم كان حيوان مفترس يسمى "نيان"، يخرج من البحر في عشية كل سنة جديدة إلى البر لإصابة البشر والمواشي. لذلك كلما حلت عشية سنة جديدة كان الناس يغلقون أبوابهم مبكرا، ولا يجرؤن علي النوم بل يسهرون جالسين حتى فجر اليوم التالي. ومن أجل قتل الوقت وتشجيع أنفسهم كانوا يشربون الخمور. ولا يخرجون من بيوتهم إلا في صباح اليوم التالي. إذا لم يأت حيوان "نيان" يتبادلون التحيات لأن "نيان" لم يأكلهم فلا يزالون على قيد الحياة. وفي عشية احدي السنوات الجديدة ، دخل حيوان "نيان" فجأة قرية صغيرة بجنوب نهر اليانغتسي، وأكل معظم الناس فيها، لكن عروسين تمكنا من النجاة سالمين ، لأنهما علقا ستارا أحمر على باب بيتهما، وكانا يلبسان الأزياء الحمراء. ولم يصب عدة أطفال بأذي أيضا، لأنهم كانوا يلعبون على كومة من الخيزران وأشعلوها فأحدثت أصواتاً مثل صوت التفجيرات. فهرب حيوان "نيان" من اللون الأحمر والنار وأصوات التفجيرات خوفا منها. فعرف الناس أن حيوان "نيان" يخاف من هذه الأشياء، فبدأوا يلصقون الورق الأحمر على الأبواب ويلبسون الملابس الحمراء ويعلقون الفوانيس الحمراء ويطبلون ويزمرون ويفجرون القطع الخيزرانية في عشية السنة الجديدة، فلذلك لم يجرؤ حيوان "نيان" علي المجئ إليهم. لكن أبناء بعض القرى لم يعرفوا أن حيوان "نيان" يخاف من اللون الأحمر، فجاءهم هذا الحيوان ليأكلهم. وانتشر هذا الأمر إلى إله "سيوي"، فعزم على القضاء على حيوان "نيان". فانتظر حتى ظهر حيوان "نيان" لضربه بكرة نارية، ثم علقه بسلسلة حديدية غليظة على عمود حجري. منذ ذلك الوقت فصاعدا، بدأ الناس يشعلون البخور في عيد الربيع، طلبا للحماية من اله "تسيوي" .

وبرنامج التهاني والترحيب بعيد الربيع يحتوي علي أنشطة عديدة، ترتيبها كما يلي: تقديم الاحترام للسماء والأرض أولا، ثم للأجداد، ثم للوالدين، بعد ذلك الخروج من البيت لتبادل الزيارات مع الأقرباء والأصدقاء. وتوجد عادة تقديم الرجل التهاني لأسرته في أول يوم لعيد الربيع، ولأسرة زوجته في اليوم الثاني لعيد الربيع، وللأقرباء في اليوم الثالث.. إلى اليوم الخامس عشر، ويسمى تقديم التهاني في اليوم الخامس عاشر تقديم التهاني متأخرا.