تحليل اخبارى: مستقبل اسرائيل الاخضر

BJT 10:23 20-12-2009
 

القدس 17 ديسمبر 2009 (شينخوا) لم يحضر رئيس الوزراء الاسرائيلى بنيامين نيتنياهو مؤتمر كوبنهاجن حول تغير المناخ، بالرغم من ان وسائل الاعلام الاسرائيلي قالت ان قراره يرجع الى انه لا يريد ان يصطدم مع الرئيس الايرانى احمدى نجاد، وليس احتجاجا على بعض العناصر فى سياسة انبعاثات الكربون.

الا ان المراقبين يعتقدون ان البيئة تمثل بالنسبة لاسرائيل قضية ثانوية الى حد بعيد.

تناقض فى الداخل

قال كلايف ليبتشين، مدير الابحاث فى معهد وادى عربة للدراسات البيئية، احدى المؤسسات الرئيسية وراء نجاح اسرائيل فى مجال التكنولوجيا النظيفة، انه "بالنسبة للسياسة والامن، فانها لا تمثل اولوية أولى، بيد ان مستوى الوعى البيئى ينمو بكل تأكيد".

وقد حظى وزير البيئة الحالى جلعاد ايردان باشادة حارة من دعاة حماية البيئة جميعا تقريبا. وهو تغير ملحوظ مقارنة بسابقية الذين تولوا هذه الحقيبة الوزارية.

ومع ذلك، فإن تأثير ايردان محدود، وفقا لما يقوله لياد اورتار، المدير المشارك لشركة ((بييوند بيزنس)) للاستشارات البيئية الاسرائيلية.

ولا يشكك اورتار فى اخلاص اردان، لكنه يعتقد ان القليل من الشركات سوف تستمع الى ما يقوله.

واذا لم تقدم الحكومة حوافز للشركات لتخضير اعمالها، فانها سوف تعير اهتماما قليلا الى مطالب ومقترحات الوزير، بغض النظر عن التزامه تجاه هذه القضية.

وقال اورتار "طالما انه لا يوجد تشريع ملزم مصحوف بحوافز كبرى، فانه من المؤكد ان فرص حدوث اى شئ ضئيلة للغاية".

وبالرغم من عدم وجود تعهد من جانب الحكومة ومجتمع الاعمال الاسرائيلى، فان شركات جديدة تنشأ سريعا فى جميع انحاء اسرئيل، تركز على المياه، والطاقة النظيفة.

وتعد الشركات الاسرائيلية من بين كبار الشركات فى العالم من حيث امتلاكها حشدا من التكنولوجيا النظيفة، وقد صارت تحلية المياه احد الصادرات الوطنية الكبرى. ويمثل الرى الاسرائيلى بالتنقيط حوالى 50% من السوق العالمية، واصبحت قدرته على نمو الخضروات بأقل كمية من المياه محل اشادة دولية.

وفى الاونة الاخيرة، ابدت اسرائيل اهتماما اكبر بقطاع الطاقة، واصبحت شركات التكنولوجيا الفائقة فى اسرائيل تعرف بصورة متنامية بشركات التكنولوجيا النظيفة. وتنتشر خبرة هذه الشركات فى جميع انحاء العالم، مع اعتبار الصين سوقا لها تحظى باهتمام كبير.

وقال ليبتشين "ان هناك روحا قوية من تنظيم الاعمال فى اسرائيل. وعندما يرى الناس الفرصة فانهم يأخذون المخاطرة. وهناك مجموعة هائلة من الشركات المبتدئة، ورأس مال المخاطرة يتحولون الى التكنولوجيا النظيفة".

وفى الحقيقة، اصبحت الحكومة الاسرائيلية ايضا تشترك بشكل متزايد فى مشروعات فى الدول النامية لمساعدتها فى تحسين البيئة المحلية .

وهذه المساعدات تتم تحت رعاية وكالة التعاون فى التنمية الدولية (ماشاف)، التابعة لوزارة الخارجية الاسرائيلية، والتى بدأت نشاطها منذ عام 1958. وقد اصبحت الوكالة مؤخرا تركز بشكل اكبر على حماية البيئة، وتطلب من اشخاص مثل لييتشين رئاسة مشروعات بالخارج.

وبصورة تقليدية، أحضرت ماشاف العلماء، والفلاحين، وغيرهما الى اسرائيل للتعلم من الاساليب الثورية التى تم تطويرها فى اسرائيل حتى يمكنهم تطبيقها عند عودتهم الى بلادهم. وفى هذه الايام، وفقا لـ ليبتشين، الذى يتولى مسؤولية احد المشروعات فى كينيا، زادت اعمال اسرائيل فى الدول النامية.

وتوفر ماشاف المساعدات فى عديد من المجالات من بينها الزراعة فى المناطق القاحلة، ومكافحة التصحر، والرى و ادارة موارد المياه، والزراعة عالية الغلة، وصناعة الالبان، واستراتيجيات الزراعة وتسويق المنتجات الزراعية.