مبادرة الحزام والطريق تساعد دارسي اللغة الصينية على تحقيق أحلامهم الصينية
BJT 08:50 08-05-2017
بكين 7 مايو2017 (شينخوا) منذ نعومة أظافرها، حلمت الفلسطينية ديما البغداي بزيارة الصين لتعلم اللغة الصينية.
فـ"عندما كُنت فتاة صغيرة، اعتدت على التحديق بإعجاب في الحلي الصينية المعروضة في نوافذ المحال وتخيل زيارتي للصين يوما ما".
وتتذكر محاولتها نسخ المقاطع الصينية بشكل متعرج في دفترها ورؤية المقاطع على قمصان الـ"تي شيرت"، قائلة "رغم عدم علمي بما تعنيه هذه المقاطع، إلا أن السعادة كانت تملؤ قلبي متى شاهدتها".
ولكن في فلسطين ليس من السهل على الإطلاق على فتيات مثل ديما الالتحاق بالجامعة، لذا تقدمت بطلب لدراسة الصينية في جامعة الأردن بعد التخرج من المرحلة الثانوية، ولكن خيارتها كانت محدودة كونها فلسطينية، ومن ثم لم تتمكن من تسجيل اسمها لدراسة التخصص الذي تحلم به ما لم تدفع ضعف الرسوم الدراسية.
وإنطلاقا من اعتبارات عملية، درست في النهاية علم الهندسة. "شل تفكيري بالمعادلات المملة والتفكير الميكانيكي، ولم أجد السعادة في هذه الدراسة"، هكذا تذكرت ديما دراستها للهندسة على مدى عامين.
ولأن عائلتها رفضت مرارا طلبها تغيير تخصص دراستها، أدركت أن عليها الاعتماد على نفسها فقط في مسعاها إلى تعلم الصينية. لهذا بدأت تسلك كل طريق ممكن سواء بالبحث عن مواد دراسية مجانية على الإنترنت أو متابعة فصول فيديو دراسية أو بالسعي إلى أن يكون الطلبة المتخصصين في دراسة الصينية شركاء لغة لها.
وخلال العام الدراسي الأخير لها في الجامعة، حصلت ديما على منحة دراسية من جامعة داليان للتكنولوجيا للدراسة لمدة عام في مدينة داليان الساحلية بشمال شرق الصين.
وقالت إن الصين منحتها شعورا بـ"وهم سبق الرؤية" عند وصولها، ولكن البلاد "أجمل بكثير مما كنت أتخيل والشعب هنا دمث المعاملة...وصرت أقرب إلى حلمي. فحلمي لتعلم الصينية بات يتحقق مرارا وتكرارا".
لقد أصبح تعلم الصينية يلقى إقبالا متزايدا في الخارج في السنوات الأخيرة، وخاصة بعدما اقترحت الصين مبادرة الحزام والطريق عام 2013، وشأنهم شأن ديما، صار المزيد من الشباب حول العالم مفتونين باللغة الصينية وكذا الثقافة الصينية.
إن أواصر العلاقات الأوثق من أي وقت مضى بين الصين والدول الواقعة بطول الحزام والطريق أتاحت فرصا وافرة للشباب لتحقيق أحلامهم الصينية.
فقد بدأ حميد غولامي من أفغانستان تعلم الصينية عام 2010 في قسم اللغة الصينية والثقافة الصينية بجامعة كابول، وها هو الآن يقوم على تدريس الصينية هناك.
وقال غولامي، وهو يصف اللغة الصينية بـ"مفتاح سحري" فتح بلدا جديدا أمامه، إن تاريخ الصين الطويل وحفاوة ودفء مشاعر شعبها وسعيها المستمر والجاد إلى تحسين الذات بهرته جميعا.
ومع تنفيذ مبادرة الحزام والطريق التي اقترحتها الصين، سيشهد البلدان توطيد العلاقات فيما بينهما، على حد قول غولامي.
وأضاف "آمل في جمع المواد التعليمية المناسبة لتدريس الصينية في أفغانستان، ونقل المفتاح السحري للغة الصينية إلى المزيد من الأفغان وتقديم إسهامات للصداقة التي تجمع البلدين وتنميتهما".
إن هؤلاء الشباب لا يتعلمون الصينية فقط لاستيعاب هذه اللغة وفهم الثقافة الصينية وإثراء أنفسهم فكريا، وإنما يفعلون ذلك أيضا بهدف استخدام اللغة الصينية كأداة للتواصل بين الشعبين.
وحصلت البولندية إيزابيلا فليس (23 عاما) الآن على دورات في المستويات المتقدمة من تعلم الصينية بجامعة قوانغدونغ للدراسات الأجنبية في مدينة قوانغتشو جنوبي الصين.
"لقد بدأ الأمر بشغفي إنطلاقا من شخصية الرسوم المتحركة "مولان" لديزني لاند، هكذا قالت إيزابيلا وهي تسترجع أول علاقة لها باللغة الصينية. وكانت تشير إلى فيلم أنتجته شركة والتر ديزني عام 1998 ويقوم على قصة من التراث الشعبي الصيني ترجع إلى القرن الخامس عن فتاة تلتحق بالجيش لتحل محل أبيها.
"رغم أنني كنت في السادسة ربيعا عندما شاهدت الفيلم لأول مرة، إلا أنني وقعت دون إرادة في حب شكل عيون الآسيويين"، مضيفة أنها اعتادت على إغماض عينيها نصف إغماضة وسحب زاويتهما الخارجيتين بأصابعها أمام المرآة لتشبه عيني مولان.
وتتابع إيزابيلا تطور العلاقات الصينية - البولندية على كافة الأصعدة وتتحدث بشكل ينم عن دراية كاملة بالعلاقات الدبلوماسية بين البلدين.
وفي معرض إشادتها بالطبيعة الخلابة في بولندا وتاريخها العريق وتقاليدها العميقة في الثقافة والفن وشعبها المضياف والودود، أطرت بشدة على صناعة السياحة في بلادها، قائلة إنها تأمل في قدوم المزيد من الصينيين لزيارة بلادها.
فـ"التبادلات بين الصين وبولندا تمضى في اتجاه تصاعدي "، هكذا قالت إيزابيلا ، مضيفة "لهذا آمل في إتقان اللغة الصينية وأن يصبح في مقدوري دفع الصداقة الصينية - البولندية مستقبلا ".
تحرير:ZhangDi | مصدر:Xinhua