ييوو.. قوة متجددة تدفع قاطرة "الحزام والطريق"
BJT 09:47 03-05-2017
استهلت مدينة ييوو العام الجديد (2017) بإطلاق أول قطار شحن من الصين إلى بريطانيا، حيث سافر القطار من محطة السكك الحديدية الغربية في مدينة ييوو التابعة لمقاطعة تشجيانغ شرق الصين، في رحلة تستغرق 18 يوما قطع خلالها مسافة تزيد عن 12 ألف كيلومتر، قبل أن يصل إلى وجهته الأخيرة في بريطانيا.
ييوو.. قوة متجددة تدفع قاطرة "الحزام والطريق"
ويمر القطار عبر كازاخستان وروسيا وبيلاروسيا وبولندا وألمانيا وبلجيكا وفرنسا قبل وصوله إلى لندن، عبر نفق بحر المانش، حاملا بضائع رئيسية من بينها مستلزمات منزلية وملابس وأقمشة وحقائب. وتعد لندن المدينة الـ15 في أوروبا التي يتم إضافتها لخدمات قطارات الشحن بين الصين وأوروبا.
وتشتهر مدينة ييوو عالميا بلقب "أكبر سوق سلع صغيرة بالجملة"، كما تعرف بـ"مدينة السلع الصينية"، ويفضل البعض أن يطلق عليها لقب "معرض الجملة الدائم". وتغطي المدينة مساحة 1.1 مليون كيلومتر مربع وتضم 75 ألف متجر وقرابة 210 ألف مورد معتمد يقدمون نحو 1.8 مليون منتج يصدر جزء كبير منها إلى جميع أنحاء العالم، وقد تخطى حجم التجارة بحسب بيانات 2016 حاجز 110 مليارات يوان.
وكان تاريخ ييوو التجاري قد بدأ مع إنتاج السكر البني والحلويات كسلع مقايضة، وسرعان ما حولها سكانها المحليون تدريجيا إلى مدينة "السلع الصغيرة"، لتقف اليوم لتحكي فصلا جديدا من فصول التميّز، مؤكدة على أنها ليست فقط مدينة لإنتاج السلع وسوقا للمنتجات الصغيرة، لكنها مدينة التقنية والإنترنت، ونقطة التواصل والتسامح والسلام، ومنارة نشر الثقافة الصينية حول العالم.
وقال مسؤول محلي بالمدينة إنه بالإضافة إلى جودة الخدمات وتعزيز تطوير سلسلة الصناعة وتسريع عملية بناء مراكز البحث والتطوير، فإن ييوو ودعت عصر "السلع المنخفضة الجودة"، وأصبحت حاليا جودة العديد من المنتجات تنافس عالميا وتطابق المعايير الدولية.
الجدير بالذكر أن سوق السلع الصغيرة في ييوو بدأت في التطور عام 1982 الذي صادف أوائل مرحلة تنفيذ سياسة الإصلاح والانفتاح على العالم الخارجي، ثم أصبحت مع الوقت والجهد أكبر قاعدة لصادرات السلع الصغيرة ونافذة صينية مهمة في التجارة الدولية. وتجذب ييوو حاليا قرابة 500 ألف عميل/مرة من رجال الأعمال الأجانب لشراء السلع بشكل سنوي، كما يقيم فيها نحو 13 ألف تاجر أجنبي بشكل دائم من أكثر من 1000 دولة ومنطقة.
وحددت الحكومة المحلية اتجاهات مهمة للإصلاح وتنمية التجارة الدولية، بهدف تحويل المدينة من مقدم بسيط للسلع إلى مورد يقدم الخدمات المتكاملة، من خلال مناطق نموذجية تحقق تكامل شبكة توزيع السلع وشبكة الإنترنت ومنصة استثمار خارجي، إلى جانب مناطق عرض السلع الصغيرة المحلية والمستوردة، مع تأسيس منظومة إنذار ومراقبة متطورة لتجارة الواردات والصادرات وتعزيز آليات الثقة المتبادلة ومواجهة الاحتكاكات التجارية ورفع الكفاءة الجمركية وتسهيل معاملات الخروج والدخول للتجار الأجانب.
وتشير مبادرة الحزام والطريق إلى الحزام الاقتصادي لطريق الحرير ووطريق الحرير البحري للقرن الواحد والعشرين، وهي مبادرة مهمة طرحها الرئيس الصيني شي جين بينغ في سبتمبر 2013، وهدفها الأسمى تعزيز التواصل والتعاون بين جمهورية الصين الشعبية وبلدان شرقي آسيا وجنوب شرقي آسيا، وجنوبي آسيا وغربي آسيا وآسيا الوسطى وأوروبا الوسطى والشرقية وغيرها من البلدان والمناطق. لذلك تعتبر المبادرة رؤية طويلة الأجل للتنمية الاقتصادية من خلال إحياء طريق الحرير القديم. وبحسب خبراء يعتمد نجاح هذه المبادرة على مجموعة من العوامل أهمها: حجم الدعم الذي ستقدمه الحكومة الصينية وحكومات الدول الواقعة على طول المبادرة لدفعها إلى الأمام.
ييوو.. قوة متجددة تدفع قاطرة "الحزام والطريق"
ييوو.. قوة متجددة تدفع قاطرة "الحزام والطريق"
تحرير:ZhangDi | مصدر:People.com.cn