إسرائيل تحد من علاقاتها الدبلوماسية مع الدول التي صوتت لصالح قرار الأمم المتحدة

شهد يوم الجمعة الفائت مصادقة مجلس الأمن الدولي على قرار يحث إسرائيل على وقف جميع الأنشطة الاستيطانية. وقد أثار هذا القرار الاستياء الشديد لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي أمر وزارة خارجية بلاده بالحد من علاقاتها الدبلوماسية إلى أدنى مستوى مع الدول التي صوتت لصالح القرار وفق ما ذكرته وسائل الإعلام الإسرائيلية يوم الثلاثاء الماضي.

قال مسؤول إسرائيلي لم يكشف عن اسمه إن نتنياهو قد أمر بالحد من التبادلات الدبلوماسية مع الدول الـ12 التي صوتت لصالح قرار مجلس الأمن، وستقوم إسرائيل مؤقتا بوقف العمل مع سفارات هذه الدول لديها بما في ذلك عدم السماح لسفرائها بلقاء رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، ووقف تعامل وزارة الخارجية الإسرائيلية معهم.

قرار مجلس الأمن الدولي الذي تمت المصادقة عليه يوم الجمعة الماضي، جدد تأكيد المجلس على أن الأنشطة الاستيطانية الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية المحتلة مخالفة للقانون الدولي، وحث إسرائيل على وقفها جميعا. وقد سجل اجتماع هذه المرة امتناع الولايات المتحدة عن التصويت الأمر الذي مكن مجلس الأمن من تمرير القرار للمرة الأولى منذ 36 عاما. موقف أمريكي قوبل بانتقاد شديد من السفير الإسرائيلي لدى الولايات المتحدة رون ديرمر وفق صحيفة هآرتس الإسرائيلية يوم الثلاثاء، والذي جدد نفس الانتقاد في مقابلة مع وسائل الإعلام الأمريكية متهما الولايات المتحدة بالتخطيط لهذا "الهجوم المشترك" ضد إسرائيل في مجلس الأمن الدولي.

بعض المحللين قالوا إن الإجراءات الانتقامية للحكومة الإسرائيلية تتجاوز كونها مجرد رد فعل على قرار مجلس الأمن، لتكشف عن رغبة نتنياهو في إنقاذ ماء وجهه وكسب شعبية أكثر. بيد أنها استثارت، في الواقع، بعض الشكوك داخل إسرائيل، حيث ذكرت تقارير صحيفة هآرتس الإسرائيلية أنها ردود فعل مدمرة من شأنها أن تغلق القنوات الحالية والمستقبلية لإجراء الحوار بين إسرائيل والدول المعنية.