تعليق : آبى ودبلوماسية الأوهام
BJT 09:52 28-12-2016
بكين 27 ديسمبر 2016 ( شينخوا ) يبدو رئيس الوزراء اليابانى شينزو آبى مؤخرا فى حالة هرولة دبلوماسية، بيد أن عناده فى عدم إخلاصه لن يعنى إلا أن مناورته الجيوسياسية ليست سوى إهدار للجهد فيما لا طائل وراءه.
ويزور آبى الآن ولاية هاواى الأمريكية للقيام بما تسميه طوكيو " زيارة مصالحة ". ومن المقرر أن يزور بيرل هاربر التى شن عليها الجيش اليابانى هجوما مفاجئا أودى بحياة أكثر من ألفى امريكى ودفع الولايات المتحدة إلى المشاركة فى الحرب العالمية الثانية .
وقبل الرحلة شددت طوكيو على أن الغرض من الزيارة " هو تقديم واجب الاحترام لقتلى الحرب وليس تقديم اعتذار ". وقد أثار ذلك تساؤلات واسعة النطاق وجادة بشأن إخلاص آبى .
ومن الواضح أن آبى جاء إلى الولايات المتحدة لتدعيم التحالف معها خاصة فى الوقت الذى سيتولى فيه السلطة فى واشنطن رئيس جديد تعهد بوقف تقديم حماية مجانية لحلفاء الولايات المتحدة فى أنحاء العالم .
وحيث إن آبى شعر بالقلق بشأن مستقبل التحالف، فقد هرع ليصبح أول زعيم أجنبى يجتمع مع دونالد ترامب فى أعقاب انتخابه رئيسا للولايات المتحدة .
بيد ان إعلان ترامب أنه سوف يسقط اتفاق الشراكة عبر المحيط الهادىء وهو اتفاق التجارة الذى صدقت عليه طوكيو بالفعل، جعل الزعيم اليابانى يشعر بالإحباط .
وفى أغلب سنوات رئاسة أوباما سعت طوكيو تحت رعاية محور واشنطن نحو آسيا، إلى تعزيز قوتها العسكرية وقدرتها على نشر نفوذها فى الخارج . وكانت الخطوة الأساسية لتحقيق ذلك الهدف هو تعديل الدستور السلمى وهو الأداة الضرورية لكبح جماح العناصر ذات النزعة العسكرية فى اليابان فى فترة ما بعد الحرب.
وكان تقليص نفوذ الصين المتزايد فى المنطقة واحدا من أهداف اليابان الاستراتيجية .
والى جانب تصوير الصين كتهديد للأمن الإقليمى والتدخل فى نزاعات بكين البحرية مع بعض الدول فى المنطقة، فإن جهود آبى الاخيرة لتعزيز العلاقات بين اليابان وروسيا تعكس جيدا نوايا طوكيو للمساعدة فى التصدى لصعود الصين.
لكن رهان آبى على قلب روسيا على الصين لم يحقق تقدما يذكر. ففى الوقت الذى سعى فيه إلى التودد إلى موسكو خلال زيارة الرئيس الروسى فلاديمير بوتين الأخيرة إلى اليابان، فإن طوكيو ما تزال تتابع واشنطن وتحافظ على العقوبات الاقتصادية ضد روسيا. ولن يكون صعبا بالنسبة لروسيا أن تختار.
ويبدو الزعيم اليابانى فى محاولاته أولا مع روسيا ثم مع الولايات المتحدة، معتقدا أن بمقدوره أن يتلاعب بالقوى الكبرى لصالحه.
بيد أن طوكيو تحتاج إلى إدراك أن السلام والرخاء بالنسبة للمنطقة والعالم يجب أن يستند إلى التزامه بالنظام بعد الحرب وتقديم اعتذار مخلص عن جرائمها فى الحرب. فإن اليابات التى لا تريد الاعتذار ليس من شأنها إلا جعل سياسة آبى الخارجية مجرد دبلوماسية للأوهام .
تحرير:wubuxi | مصدر:Xinhua