موقف الولايات المتحدة من قرار بشأن المستوطنات الإسرائيلية

لأول مرة منذ 36 عاما، صادق مجلس الأمن الدولي على قرار بشأن المستوطنات الإسرائيلية يوم الجمعة الفائت، مع امتناع أمريكا عن التصويت. ورأى محللون أن موقف الولايات المتحدة يعكس ما تشهده العلاقات الأمريكية والإسرائيلية من خلاف مستمر بشأن الصراع الإسرائيلي- الفلسطيني، والقضية النووية الإيرانية، وهو ما جعل الرئيس الأمريكي باراك أوباما يغير موقفه في الشؤون الإسرائيلية.

إزاء امتناع بلادها عن التصويت، أوضحت مندوبة الولايات المتحدة الدائمة لدى الأمم المتحدة سامانثا باور أن سرعة بناء المستوطنات الإسرائيلية تشكل خطرا على حل الدولتين، مضيفة أن قرار الامتناع عن التصويت يعكس الحقائق الراهنة، ويتماشى مع سياسة الحكومة الأمريكية السابقة تجاه إسرائيل، حيث أن الولايات المتحدة لم تستعمل حقها في النقض. أضافت سامانثا باور أنه على الحكومة الإسرائيلية أن تختار بين حل الدولتين والتوسع في بناء المستوطنات، مشيرة إلى أن استمرار بناء المستوطنات يقوض أمن إسرائيل، وأن الولايات المتحدة لا تزال تصر على أن حل الدولتين هو السبيل الوحيد لتسوية القضية الإسرائيلية الفلسطينية.

سامانثا باور، مندوبة الولايات المتحدة الدائمة لدى الأمم المتحدة:" قال رئيس الوزراء الإسرائيلي إنه لا يزال ملتزما بالسعي لتحقيق حل الدولتين، ولكن هذه التصريحات متناقضة. لأنه لا يمكن توسيع المستوطنات الإسرائيلية وتحقيق حل الدولتين الذي ينهي النزاعات في نفس الوقت. لا بد من الاختيار بينهما."

وأشار المحللون إلى أنه رغم تخلي الولايات المتحدة عن حقها للتصويت بدل منحه لصالح فلسطين، إلا أن ذلك يعد تصرفا نادرا في السنوات الأخيرة. وهذا التصرف جعل الكثير من الساسة الأمريكيين يعتقدون أن قادة البلدين اللذين يعدان حليفين تقليديين متشددين، باراك أوباما وبنيامين نتنياهو لديهما خلافات علنية بشأن عملية السلام في الشرق الأوسط والقضية النووية الإيرانية.

هذا ويتطلع نتنياهو الآن إلى العمل مع الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب و"أصدقائه" في الكونغرس الأمريكي للقضاء على الضرر الذي يلحقه هذا القرار لإسرائيل. لكن محللين قالوا إن هذا القرار الذي عرضته نيوزيلندا وماليزيا وفنزويلا والسنغال بشكل مشترك، وحصل على دعم جميع البلدان تقريبا في التصويت في مجلس الأمن، يعكس موقف المجتمع الدولي بصفة عامة بشأن القضية الإسرائيلية الفلسطينية.