تحليل إخباري: التعاون الاقتصادي من قبل اليابان لن يحصل على تنازل روسيا في نزاعهما الإقليمي

أنهى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين زيارته الأولى لليابان منذ 11 عاما يوم الجمعة الماضي. وكانت روسيا واليابان تتطلعان إلى هذه الزيارة، لكن ردود فعل وسائل الإعلام في كلا البلدين مختلفة تماما إزاء نتائج المحادثات بين بوتين ورئيس الوزراء الياباني شينزو آبي. هذا وأعربت وسائل الإعلام اليابانية عن استيائها من نتائج المحادثات بين زعيمي البلدين. لكن اعتقدت وسائل الإعلام الروسية أن روسيا حصلت على التعاون الاقتصادي من قبل اليابان دون تقديم أي تنازلات في قضية النزاع الإقليمي، وذلك يعد انتصارا للدبلوماسية الروسية.

أفادت وكالة كيودو اليابانية للأنباء أن اليابان قد وقعت أكثر من 60 مشروع تعاون اقتصادي مع روسيا، تشمل الطاقة والرعاية الصحية وتطوير منطقة الشرق الأقصى وغيرها من المجالات الأخرى، وبلغ حجمها الاستثماري نحو ثلاثمائة مليار ين ياباني، فلا شك أن هذه المشاريع ستكون أملا بالنسبة إلى روسيا التي تعاني من العقوبات الاقتصادية التي فرضها عليها الغرب. وجدير بالذكر أن العلاقات بين روسيا والدول الغربية بما فيها الولايات المتحدة قد تدهورت بشكل خطير منذ اندلاع الأزمة الأوكرانية، وفرض الجانبان العقوبات الاقتصادية على بعضهما البعض. هذا واعتقدت وسائل الإعلام الروسية أن التعاون الاقتصادي الثنائي سيدفع التنمية الاقتصادية في منطقة الشرق الأقصى الروسية، وذلك إشارة إيجابية بالنسبة إلى الاقتصاد في منطقة الشرق الأقصى وروسيا بأكملها. وفي المقابل، لم يتوصل الجانبان إلى اتفاق أو يحققا تقدما في النزاع الإقليمي، وقد كانت اليابان تتطلع إلى حله. وأعربت وسائل الإعلام اليابانية عن استيائها حيال نتائج المحادثات الثنائية، وأشارت صحيفة ماينيتشي شيمبون اليابانية إلى أن موقف الرئيس الروسي بوتين حول القضية الإقليمية لا يزال قويا نسبيا، وأن احتمال حل النزاع الإقليمي ضعيف. كما أفادت وسائل الإعلام اليابانية الأخرى أنه إذا كانت روسيا تركز على التعاون الاقتصادي فقط، وتتجاهل القضية الإقليمية، فمن الصعب على اليابان قبول مثل هذه النتائج. وحسب محتويات المحادثات النهائية، توصلت روسيا واليابان إلى اتفاقيات في مجال التعاون الاقتصادي بشكل أساسي، ويبدو أن نتائج المحادثات ليست ناجحة.