تحميل app

قناة البندا

تاو شي تشوان: من أول مصنع للسيراميك في الصين إلى حي للابداع العصري في فن السيراميك

BJT 17:05 13-12-2016

يقع في عاصمة الخزف مدينة جينغدتشن حي تاو شي تشوان لفن السيراميك والذى بني على أنقاض مصنع يوتشو للخزف. يوفر الحي مساحة لكل المبدعين في مجال السيراميك لتفجير طاقاتهم وخلق أعمال فنية. نتعرف أكثر على تاو شي تشوان في تقرير مراسلتنا إيناس بركانة.

يقال إن اسم الصين الحديث "تشاينا" هو في الواقع تحريف لاسم تشانغنان عاصمة الخزف المعروفة اليوم باسم جينغدتشن. تقع مدينة جينغدتشن في مقاطعة جيانغشي، واكتسبت شهرة عالمية تاريخية بسبب الخزف. فهي مهد الخزف الصيني ومركزه وأيضا مكان أشهر مصانع الخزف وأفرانه على مر التاريخ.

حي تاو شي تشوان لفن السيراميك

حي تاو شي تشوان لفن السيراميك

خلال السنوات الأولى لتأسيس الصين الجديدة، وفي إطار الجهود الوطنية الرامية لدفع نهضة الأمة الصينية حينئذ، تأسس في الأول من سبتمبر عام 1958 مصنع يوتشو للخزف بعاصمة الخزف جينغدتشن بجيانغشي. منذ يوم تأسيسه بدأ المصنع يخط مسيرة مككنة صناعة الخزف وسرعان ما احتل المركز الأول بين مصانع المدينة من حيث حجم الإنتاج والجودة، وأيضا تصدر جميع المصانع في حجم الصادرات، وذاع صيته في البلاد والعالم وحاز على الجائزة الأولى على مستوى المدينة والمقاطعة والدولة في جودة الخزف.

المصنع الذي اشتهر أيضا باسم مصنع الخزف الامبراطوري بجينغدتشن، صار اليوم متحفا يؤرخ لأولى فترات مكننة صناعة الخزف في الصين وتحديثها، فبفضله كتبت صفحة جديدة في تاريخ ازدهار الخزف والسيراميك الصيني.

هنا في ردهات مصنع يوتشو عملت مئات الأيادي ليلا نهارا غير آبهة بحرارة المكان وضيقه وقلة الاوكسيجين فيه، هدفها الوحيد كان رؤية أسواق المدينة والبلاد ودول العالم مليئة بأجود أنواع الخزف سواء للزينة أو للاستعمال اليومي.

وما زالت الصحون الساخنة مرصفة في الردهات، وما زالت الهواتف ترن، لكن رنينها هو لتذكير الزوار بتاريخ المصنع والمدينة وتاريخ العرق الذي تصبب من جبين كل عامل في المصنع من أجل تحقيق نهضة الأمة الصينية.

حي تاو شي تشوان لفن السيراميك

حي تاو شي تشوان لفن السيراميك

اليوم وفي إطار جهود التعاون الفني، تملك مدينة جينغدتشن علاقات توأمة مع العديد من المدن العالمية المشهورة بالخزف من بينها مدينة فاينزا الإيطالية.

لوتشي رادجي، الرسامة الإيطالية من مدينة فاينزا:" لطالما كنت أسمع الكثير عن الصين وكنت دائما أرغب في زيارتها، فهنا يمكنني أن أنفذ أعمالا مختلفة عن أعمالي في بلدي. لقد جئت إلى هنا حاملة معي فكرة فنية محددة، وبعد مرور ثلاثة أشهر على قدومي بدأت بمزج فكرتي التي قدمت بها من إيطاليا ونظرتي الأوروبية للفن مع ما أراه هنا مثل هذا العمل المتمثل في فتاة صينية جميلة لكنها تلبس بيجاما وهي انعكاس للصورة الأولى التي رأيتها في شوارع المدينة."

لوتشي رادجي هي رسامة بالأساس، لكن علاقتها مع الخزف منذ طفولتها خلقت لديها رغبة في المزج بين الفنين، فاختارت الصين لتحويل أفكارها إلى واقع وحطت الرحال في حي الإبداع الفني تاو شي تشوان الذي يضم عددا مهما من المعارض والورشات الفنية لفنانين صينيين وأجانب من مختلف الجنسيات.

هذا الحي الفني العصري الذي يقع حول مصنع يوتشو للخزف على مساحة 8900 متر مربع تقريبا. تأسس في عام 2014 ويضم 22 مبنى كانت في الماضي أفرانا قديمة وورشات تابعة للمصنع رممت بطريقة جعلتها تحافظ على شكلها الأصلي التقليدي.

وهو منصة لكل مبدع لتفجير طاقاته الفنية وتبادلها مع بقية الفنانين وحتى لترويجها أيضا.

يان هواي يوي، الرسامة الصينية من حي تاو شي تشوان:" في البداية لم أكن مهتمة كثيرا بالخزف الصيني لكن عندما ذهبت للدراسة في فرنسا اكتشفت من جديد وبنظرة مختلفة فن الخزف الصيني فبدأت العمل على استغلال الثقافة الصينية القديمة ونشرها من خلال مزجها مع الفن المعاصر."

ارتباط المدينة بصناعة الخزف لم يكن محض صدفة، فأرضها تزخر بأفضل أنواع التربة المناسبة لصناعة الخزف الجيد، وأيضا مختلف أنواع الحجارة المناسبة للتلوين فضلا عن موارد مائية كافية. والأهم من كل ذلك تزخر بأنامل بشرية مبدعة كانت وما تزال قادرة على خلق أجمل القطع الخزفية.

(كلام إيناس بركانة، مراسلة تلفزيون الصين المركزي، بالعربية)

تحرير:yangmu | مصدر:CCTV.com

channelId 1 1 1
الأخبار المتعلقة