مركز البحوث في الرسم على اللوحات الخزفية بنانتشانغ
BJT 13:03 09-12-2016
بهدف الحفاظ على فن الرسم على اللوحات الخزفية وتوريثه للأجيال القادمة، أسست مقاطعة جيانغشي مركز البحوث للرسم على اللوحات الخزفية بنانتشانغ في عام 2010. يضم المركز نخبة من أفضل الرسامين على الخزف في الصين وأيضا الباحثين في هذا المجال. تفاصيل أكثر في هذا التقرير.
فن الرسم على اللوحات الخزفية، هو فن قائم الذات مستقل عن فن الرسم على الخزف تشتهر به مدينة نانتشانغ بمقاطعة جيانغشي. تاريخيا يعود فن الرسم على الخزف لعهدي تشين وهان حيث كان في البداية عبارة عن رسوم على الأواني الخزفية تزيدها جمالا وترفع من قيمتها الفنية. وقد شهد فن الرسم على الخزف ذروة ازدهاره في عهد أسرة تشينغ الملكية، وذاع صيته بين الناس داخل الصين وخارجها.
فن الرسم على اللوحات الخزفية
وبالتزامن مع ازدهار صناعة الخزف الصيني وتطور طريق الخزف البحري في ظل ارتفاع الطلب عليه في الخارج، ظهر تدريجيا فن الرسم على اللوحات الخزفية، حيث كانت تستعمل كقطع للزينة في منازل الطبقة البرجوازية سواء الصينية أو الأجنبية. وكانت اللوحات تضم رسوما جميلة للمناظر الطبيعية والأسماك والعصافير وغيرها من العناصر الطبيعية الأخرى، ثم في نهاية عهد أسرة تشينغ وبداية الصين الجديدة بدأ الفنانون الصينيون برسم الشخصيات فأخذ هذا الفن يتخذ منحى واقعيا عصريا أكثر.
جيانغ قنغ شوي، رسام متخصص في فن الرسم على اللوحات الخزفية:" الرسم على اللوحات الخزفية هو فن تختص به مقاطعة جيانغشي ويعود تاريخه إلى أواخر عهد أسرة تشينغ، يتميز بديمومته فألوانه لا تندثر وتبقى للأبد مهما غسلت أو تعرضت لأشعة الشمس. بعد رسم اللوحة وتلوينها توضع في الفرن مرة أو مرتين حتى يثبت اللون المطلوب."
المزج بين الرسم كفن والخزف الصيني التقليدي يتطلب من الرسامين المتخصصين في فن الرسم على اللوحات الخزفية دقة متناهية بدءا باختيار الألوان إلى استعمال الريشة وإلى عملية الفرن. فالألوان التي توضع في البداية على اللوحة قبل فرنها تختلف عن الألوان التي تظهر على اللوحة ذاتها بعد فرنها. بالتالي فبراعة كل رسام تبرز في مدى قدرته على تحديد اللون المطلوب.
فن الرسم على اللوحات الخزفية
نجاح الرسم أيضا يتوقف على دقة بالغة في حركات الريشة وعملية التلوين، وأيضا درجة حرارة مناسبة لا أكثر ولا أقل من المطلوب حتى لا يذهب كل الجهد المبذول في الرسم قبل الفرن سدى. حيث أن عملية امتصاص الخزف للون وتحويله للون المطلوب تتطلب حرارة محددة بدقة تتجاوز أحيانا الألف درجة مئوية كما تتم أيضا على مرات بين المرتين والثلاث.
يوي رونغ هوا، رسام متخصص في فن الرسم على اللوحات الخزفية:" نستعمل في التلوين ألوانا زيتية خاصة بالرسم على الخزف. ويمكن أن نضع الرسم فوق طبقة الزيت أو تحتها ثم تفرن اللوحة في درجة حرارة تصل إلى 1300 درجة مئوية لمرتين أو ثلاث لنتحصل في النهاية على لوحة جميلة تبقى إلى الأبد."
في عام 2008 أردج فن الرسم على اللوحات الخزفية بنانتشانغ ضمن الدفعة الثانية من الإرث الثقافي الوطني غير المادي، وفي إطار نفس الجهود الوطنية الرامية للحفاظ على هذا الفن الذي تنفرد به مدينة نانتشانغ، بعث مركز البحوث في الرسم على اللوحات الخزفية بنانتشانغ في عام 2010. ويعمل المركز حاليا على البحث في فن الرسم على اللوحات الخزفية ودراسته بشكل أكاديمي معمق، إضافة إلى تكوين جيل جديد من الرسامين المتخصصين في المجال حتى يتسلم المشعل من الجيل القديم.
تحرير:yangmu | مصدر:CCTV.com