عادة تجفيف المحاصيل في هوانغلين: عادة شعبية قديمة تتحول إلى عنصر جذب سياحي مهم للمنطقة

تقع في بلدة وويوان بجيانغسي قرية جبلية قديمة تدعى هوانغلين. تشتهر القرية بعادة تجفيف المحاصيل التي تعود لأربعة قرون والتي تحولت من عادة محلية إلى احتفال سنوي يجذب آلاف السكان إلى المنطقة. نتعرف أكثر على هذه العادة مع مراسلتنا إيناس بركانة التي زارت قرية هوانغلين.

في قلب الجبال وعلى قمة أحدها تقع قرية هوانغلين الشامخة تطل على العالم من الأعالي وتلوح له بجمالها الأخاذ.

يعجز الكلام أحيانا على وصف الجمال، وهذه هي الحال مع قرية هوانغلين الساحرة.

تجفيف المحاصيل

تتميز القرية عن غيرها من القرى الأخرى بعادة تجفيف المحاصيل. وهي عادة شعبية يتوارثها السكان المحليون منذ عدة قرون. حيث اعتادوا جني محاصيلهم كل صيف وتجفيفها خلال أشهر الخريف ليستهلكوها خلال الشتاء وبقية السنة إلى حين موعد جني محاصيل السنة التالية.

لا يستثنى من المحاصيل شيء، حيث تجنى الخضر والحبوب والبقول والغلال واللحوم والأزهار بمختلف أنواعها، ثم تغسل وتنقى من الشوائب ويقطع بعضها أو يشكل في شكل عقود ثم تنشر على الأطباق والحبال تحت أشعة الشمس لأيام عديدة.

عاملة محلية:" نجني أزهار الأقحوان في شهر نوفمبر وننقيها ثم نجففها، وبعد أن تجف نستعملها في الشاي."

في كل خريف ترصف الأطباق المصنوعة من السعف والبامبو على شرفات المنازل وعليها كل أصناف الخضار والبقول والأزهار، راسمة بازارا من ألوان الطيف وناسجة صورا لا ترى إلا في هذه البقعة من الدنيا.

تجفيف المحاصيل

لكن هذه العادة التي يصر السكان المحليون على ممارستها كل عام لم تعد للاستهلاك العائلي كما كان أسلافهم يفعلون في الماضي بل صارت احتفالا سنويا يهدف لجذب السياح الصينيين والأجانب. سياح يأتون من كل حدب وصوب للمشاركة في موسم التجفيف والتمتع بجمال القرية وهي في حلة العروس تختال تحت أشعة شمس الخريف الدافئة وبين أحضان الجبال الشامخة.

عاملة محلية:" نجني المحاصيل في الصيف ونقوم بتجفيفها خلال الخريف. حيث نجفف فول الصويا والبطاطس الحلوة والجزر خاصة الفلفل."

(كلام إيناس بركانة، مراسلة تلفزيون الصين المركزي، بالعربية)