جيانغشي: مقاطعة تنجب النوابغ وتصقل المواهب

تشتهر مقاطعة جيانغشي في الصين بكونها أرض النوابغ. حيث أنها أنجبت العديد من الشخصيات التاريخية المهمة في مختلف المجالات وما زالت أيضا تنجب سنويا أكثر الطلبة نبوغا على مستوى الصين. في هذا التقرير نتعرف على شخصيتين تاريخيتين أثرتا في الحضارة الصينية وتركتا إرثا تاريخيا بالغ الأهمية ليس للصين فحسب بل للعالم.

بادا شان رن، رسام وخطاط صيني من مقاطعة جيانغشي عاش في القرن الـ17. هو سليل عائلة برجوازية في عهد أسرة تشينغ الملكية. ظهرت عليه علامات النبوغ في الرسم في سن مبكرة، وسرعان ما صقل موهبته وصار واحدا من أهم رسامي عصره.

رسم بادان شان رن أو تشو دا وهو اسمه الحقيقي، المناظر الطبيعية والعصافير والغزلان وغيرها من العناصر الطبيعية الأخرى التي كانت رائجة في عصره الفني. لكن رسومه لم تكن وفق التيار المعروف حينئذ.

وانغ كاي شوان، مدير متحف بادا شان رن ورسام:" تأسس متحف بادا شان رن في عام 1959 في هذا الموقع الأثري المهم الذي كان معبدا بوذيا قضى فيه الرسام بادا شان رن آخر سنوات عمره. لدينا هنا الكثير من أعماله الفنية الفريدة. وكما تعرفون فهو رسام وخطاط مهم في الصين له أسلوبه الخاص والاستثنائي."

تميزت رسوم بادا شان رن بفرادتها وبطابعها التجديدي. حيث تمرد على مدرسة عصره وخلق خطوطا وحركات جديدة في لوحاته. لم يرسم العصفور كما يرسمه غيره، بل رسمه كما يراه بعينيه، عاكسا في الوقت نفسه نظرته للحياة المليئة بالتمرد والخصوصية والتي ترشح بالكثير من العناصر البوذية والطاوية وحتى الكونفشيوسية.

وانغ كاي شوان، مدير متحف بادا شان رن ورسام:" إن رسوم بادا شان رن تعكس فكره العقائدي المتأثر بالبوذية والطاوية والكونفشيوسية، وما نجده في فراغ في رسومه جزء من هذا الفكر فهو ليس فراغا للفراغ بل فراغ للتخيل والتأمل."

في جيانغشي دائما وفي قرية أخرى تسمى فوتشو، ولد في القرن السادس عشر النابغة تانغ شيان تسو، كاتب مسرحي وشاعر ومفكر وفيلسوف.

يعتبره النقاد شكسبير الشرق، فهو لا يقل عنه غزارة في الإنتاج وعمقا في التفكير وتأثيرا في المجتمع. فيما يرى فيه آخرون صورة أخرى للكاتب الإسباني ثيربانتس لما لأعماله من تأثير على المجتمع الصيني سواء على المستوى الضيق وهو المدينة أو المستوى الأوسع وهو الصين. وهذا التأثير ربما هو الذي مكنه من أن يصبح مرجعا أدبيا وفكريا مهما وحتى سياسيا حينئذ.

تشن يونغ غانغ، مدير متحف تانغ شيان تسو:" افتتح المتحف في عام 2005. نقدم من خلاله للناس فرصة التعرف على الكاتب تانغ شيان تسو وعلى أعماله. ولقد نظمنا هذا العام احتفالا بالمئوية الرابعة لذكرى وفاة تانغ شيان تسو."

مؤخرا في سبتمبر الماضي احتفلت قرية فوتشو بالمئة الرابعة لذكرى وفاة كاتبها، مستضيفة كضيفي شرف مدينتي الكاتب الانجليزي شكسبير والكاتب الاسباني ثيربانتس.

متحف تانغ شيان تسو

تشان جينغ، دليلة في المتحف:" خلال زيارته الى بريطانيا في السنة الماضية أعرب الرئيس الصيني شي جين بينغ عن أمله في دفع التعاون في المجال الأدبي لشكسبير الصين وشكسبير بريطانيا، لذلك فقد احتفلت مدينة فوتشو هذا العام بالمئوية الرابعة لوفاة كل من تانغ شيان تسو وشكسبير وثيربانتس."

لا تزال قرية فوتشو تحتفي بشكسبيرها كل عام، وتحافظ على طقوس تعليم الطلبة احترام الأستاذ وفق فكره بهدف تربية أجيال تحب العلم وتحترم المعلم وتقدس الاحترام المتبادل.

(كلام إيناس بركانة، مراسلة تلفزيون الصين المركزي، بالعربية)