تردد المواطنين على المكتبات العامة يزداد في الصين
BJT 15:05 24-11-2016
بكين 24 نوفمبر 2016 ( شينخوا) خيارات عديدة أمام الصينيين لقضاء أوقات الفراغ والأعياد والعطلات ، فهناك من يختار لم شمل الأسرة أو لقاء الأصدقاء، وهناك من يختار زيارة المواقع السياحية، لكن المولعين بالقراءة والكتب يختارون الذهاب إلى المكتبات. إن زرت المكتبة الوطنية الصينية في العاصمة بكين، ستعرف مدى إقبال الصينيين على المطالعة.
المكتبة الوطنية الصينية
المكتبة الوطنية الصينية أكبر مكتبة في الصين وآسيا، حيث توجد فيها 46 غرفة مطالعة ذات خصائص متنوعة ، وحوالي 2900 مقعد للقراء. وأبرز جناح فيها هو جناح المطالعة المفتوحة، ومعظم المقاعد مشغولة طوال السنة، مما يعكس إقبال الجماهير في الصين على المطالعة. وهناك إلتقينا ببعض القراء الذين تحدثوا عن المتعة والخبرات التي اكتسبوها من خلال مطالعة الكتب.
قالت قارئة صينية: "إن المعلومات في المكتبة شاملة وتتجدد بشكل مكثف وسريع، حيث يمكن الحصول على المعلومات والمراجع المكتوبة باللغات الأجنبية والتي لا يمكن الحصول عليها في الأماكن الأخرى، مما يفيد كتابتنا الأكاديمية ويلبي المطالب في أعمالنا. مضيفة في الأيام العادية، أطالع كتبا متنوعة ، بما فيها بعض الجرائد والمجلات ، وهو ما يخفف من ضغوط العمل. كما أطالع قصصا شخصية وسيرة ذاتية للمشاهير."
المكتبة الوطنية الصينية
وتستقبل المكتبة الوطنية الصينية قراء يتراوح عددهم بين ثمانية آلاف وعشرة آلاف شخص يوميا، وتقدم لهم خدمات مختلفة مجانية. غير أن هناك تنوع في الاختيارات، حيث توجد الكتب والمجلات والجرائد التي تغطي جميع الأوساط والتخصصات ، حتى يستطيع القارئ أن يجد ما يستحق قراءته من الكتب والمراجع.
قال قارئ آخر: "آتي إلى هنا مرتان أو ثلاث مرات كل أسبوع. لأني أعمل في قطاع تكنولوجيا المعلومات، وأحتاج إلى البحث عن المعلومات المعنية بالتقنيات والمعارف الجديدة في المكتبة، وذلك يوفر الأموال لشراء الكتب. بالإضافة إلى ذلك، فإن المناخ العام في المكتبة جيد، حيث يدرس جميع الناس بجد واجتهاد، مما يثير بشكل طبيعي رغبتي في الدراسة. كما إن المطالعة تعد أمرا ضروريا بالنسبة إلي."
المكتبة الوطنية الصينية
وعلاوة على الكتب الصينية المتنوعة، توجد كتب باللغات الأجنبية المختلفة في المكتبة من ضمنها كتب باللغة العربية، كما أن رواد المكتبة ليسوا صينيين فقط بل أيضا من جنسيات مختلفة. ففي المكتبة، صادفنا فتاة مجرية تدرس اللغة الصينية في جامعة ببكين، حيث أبدت عن إعجابها بالمكتبة وإقبال الشعب الصيني على المطالعة وخاصة الشباب، قائلة "إن المكتبة الوطنية مختلفة عن المكتبات في المجر كما أنها أكبر وأحدث منها"، مضيفة أن المواطنين هنا أكثر جدية ويحبون مطالعة الكتب ويقرأون الصحف كل يوم. لافتة أنه في بلادها يفضل المواطنون المطالعة على شبكة الإنترنت.
وتماشيا مع التطور المعلوماتي والرقمي، أنشأت المكتبة الوطنية الصينية شبكة متطورة لتمكين القراء من البحث عن الكتب والمعلومات من خلال نظام رقمي للمكتبة أو عبر المواقع الأخرى على شبكة الإنترنت. ويعد ذلك جزءا من الجهود التي بذلتها المكتبة من أجل تحفيز عدد متزايد من الصينيين على المطالعة، كما أن ذلك يعد هدفا تم النص عليه في تقرير المؤتمر الثامن عشر للحزب الشيوعي الصيني.
المكتبة الوطنية الصينية
قال تشانغ تشي تشينغ، نائب مدير المكتبة الوطنية إن الحلم الصيني يعني تقوية بلادنا، وتحقيق نهضة الأمة الصينية والتي لا تتمثل في الاقتصاد فحسب، بل تتمثل في الثقافة أيضا. لذلك نعمل على تحفيز المطالعة بين الصينيين لمنحهم المزيد من المعارف، وتوريث الثقافة الصينية.
هذا يقال ان المكتبة كنزا للعلوم والثقافة، حيث يستوعب الناس المعارف المفيدة والخبرات القيمة.وتعد المكتبة الوطنية الصينية مثالا فقط لآلاف المكتبات فى الصين والتى تلعب دورا مهما فى خلق بيئة مؤاتية للمطالعة وتعزيز المستوى الثقافي للشعب الصينى، مما بلا شك يساهم فى تحقيق الحلم الصينى.
المكتبة الوطنية الصينية
تحرير:wubuxi | مصدر:Xinhua