تحميل app

قناة البندا

مقالة خاصة: من الابيك فى بكين إلى مجموعة العشرين فى هانغتشو: الصين تصعد كقوة مسؤولية

BJT 10:02 06-09-2016

هانغتشو 5 سبتمبر 2016 (شينخوا) كتب الكثير، وما زال هناك مما يمكن كتابته، عن رحلة التنمية في الصين منذ أواخر السبعينات، إلا أنه من الممكن القول إن تغيرات حادة حدثت خلال العامين الآخيرين فيما يخص تحمل الصين للمسئولية الدولية.

فمنذ قمة منتدى التعاون الاقتصادي لآسيا الباسيفيك فى بكين 2014 حتى قمة مجموعة العشرين في هانغتشو 2016، استغلت الصين الساحة الدولية فى قيادة منهج شامل للتنمية والحوكمة العالمية يؤكد أن الرفاهية الداخلية لأي بلد تعتمد على الجيران الاقليميين والمجتمع الدولي على وجه العموم.

ومستضيفة لقمة مجموعة العشرين هذا العام، وضعت الصين عنوانا لها هو "نحو اقتصاد عالمي ابتكاري ونشط ومترابط وشامل "، والرسالة التى يحملها العنوان واضحة: فهذه المجموعة من المفاهيم ستؤتي ثمارها على الساحة الدولية فقط إذا قام كافة اللاعبين الدوليين بدورهم.

وبالرغم من أن اقتصاد الصين دخل "الوضع الطبيعي الجديد" بتحول النمو الاقتصادي نحو معدل أبطأ ولكنه أكثر استدامة، لا يزال الاقتصاد الصيني مستمرا فى كونه القاطرة التى تقود الاقتصاد العالمي.

ففى السنوات الخمس الأخيرة، ساهمت الصين بـ35 بالمئة من النمو الاقتصادي العالمي، وستستمر فى المساهمة بنسبة 30 بالمئة من النمو الاقتصادي العالمي قبل 2020.

وبفضل سياسات الصين الانفتاحية والاستراتيجيات الخارجية للشركات الصينية، فإن الفوائد من نمو الاقتصاد الصيني امتدت إلى خارج الصين ذاتها.

أقوى ونحن معا

يقول بانغ تشونغ يينغ، الباحث بجامعة رنمين الصينية، إن الصين استغلت المنتديات متعددة الأطراف مثل الابيك ومجموعة العشرين لتعزيز أجندة الشمول.

ففي قمة أبيك فى بكين فى نوفمبر 2014، وبعدها فى قمة العشرين فى بريزبن، توصل الرئيس الصينى شي جين بينغ والرئيس الأمريكي باراك أوباما وغيرهما من زعماء العالم إلى قرار باتخاذ الاجراءات اللازمة لمساعدة الدول الافريقية التى تصارع من أجل احتواء تفشي وباء إيبولا.

وفى هذا السياق، فإن ليانغ شياو فنغ، نائب رئيس المركز الصينى للسيطرة على الأمراض والوقاية منها، قضى 3 أشهر فى سيراليون فى وقت ذروة تفشي الوباء.

وفى نوفمبر من عام 2014، قاد ليانغ مجموعة من الخبراء فى التدريب الصحي، مولته الحكومة المركزية، لمساعدة البلاد الإفريقي على التحكم فى تفشي الوباء. وساعد فريقه فى تأسيس معمل وقام بتدريب أكثر من 6000 شخص من المحليين العاملين فى مجال الطب، وقام بوضع نظام للابلاغ عن المرض وللحجر الصحي. وقد كانت جهود فريق الخبراء لا تقدر بثمن، حيث ساعدت سيراليون فى مكافحة تفشي الوباء.

وكان ذلك أكبر مشروع مساعدة خارجية للصين فى القطاع الصحي حتى الآن، ويوضح رغبة الصين فى مشاركة معرفتها وخبراتها خارج حدودها، بحيث تكون الفكرة الاساسية في ذلك هي التعاون، وليس توجيه التعليمات.

وفي قمة أبيك ببكين، كانت الصين مؤيدا صريحا وواضحا للارتباطية والتعاون عبر الحدود.

فى السياق نفسه، فإن عمل الصين في إطار اتفاقية باريس عام 2015، التى صادق عليها المجلس التشريعى الوطنى السبت، يقدم مثالا على أن الصين تمارس ما تعظ به.

وقال أوباما ان قرار الصين والولايات المتحدة بالانضمام الرسمي إلى اتفاقية المناخ التاريخية سيتم النظر إليه على أنه "اللحظة التى قررنا فيها أخيرا انقاذ كوكبنا". وبعد كل شيء، فالعالم المتحد هو بلا شك عالم أقوى.

إن الاقتصاد الدولى والعولمة يواجهان عددا كبيرا من التحديات، التى تجب مواجهتها. وكما يتضح من الخروج البريطانى من الاتحاد الأوروبي ومن الانتخابات الرئاسية فى الولايات المتحدة، فإن الاتجاه المناهض للعولمة والعزلة والحمائية التجارية أمور تتزايد باستمرار. وبالرغم من هذه البيئة غير المواتية للتعاون، فإن الصين أظهرت، مرة بعد مرة، أنها ملتزمة بطريقها الذى اتخذته نحو الانفتاح والاندماج مع الآخرين.

إن المناخ الاقتصادى الحالي نتيجة لنمط قديم ومعيب من الحكومة الاقتصادية العالمية. ولاستكشاف بدائل للنظام الحالي، فى أكتوبر من 2015، قام المكتب السياسي للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصينى، للمرة الأولى، بعمل دراسة حول الحوكمة العالمية.

وفى الندوة التى قدمت فيها الدراسة، تم الاتفاق على أن التعاون هو السبيل الوحيد لمواجهة التحديات العالمية بنجاح، وأن الصين ستعزز إصلاح نظام الحوكمة الحالي.

وفيما يخص التجارة، فإن خارطة طريق بكين للاسهام فى إنشاء منطقة التجارة الحرة لآسيا-الباسيفيك، تمت الاشادة بها كوثيقة فى غاية الأهمية. وبهدف تسيهل التجارة وخفض التعريفات الجمركية فى المنطقة، فإن منطقة التجارة الحرة لاسيا-الباسيفيك تطورت من مجرد مفهوم إلى هدف عملي، ولازالت العملية مستمرة بسلاسة.

وفى قمة العشرين فى هانغتشو، قدم الرئيس شي علاجا صينيا للاقتصاد العالمي الذى يعاني من المشكلات، يتمثل فى تعزيز تنسيق سياسات الاقتصاد الكلي وبذل الجهود المشتركة لتعزيز نمو الاقتصاد العالمي والحفاظ على الاستقرار المالي.

وفى الكلمة الافتتاحية لقمة مجموعة العشرين، حث شي ايضا أعضاء مجموعة العشرين على اتخاذ طريق جديدة للتنمية، وتحسين الحكومة الاقتصادية العالمية وبناء اقتصاد عالمي مفتوح، وتدعيم التجارة والاستثمار، وتنفيذ أجندة 2030 للتنمية المستدامة.

وفى كتابه "اختيار الصين التاريخى فى الحوكمة العالمية"، قال نائب وزير الخارجية الصيني السابق خه يا في إن ممارسات الصين فيما يخص التنمية -- الانفتاح والاصلاح وتعزيز التنمية المتوازنة وتزويد الفقراء بالأدوات التى يحتاجونها لانتشال أنفسهم من دائرة الفقر والتركيز على تحسين مستوى معيشة الشعب -- أثرت على سياسات المساعدات الخارجية للصين. ومثال على ذلك، يتم كل عام تدريب عشرات الآلاف من المسئولين من الدول النامية فى الصين على استراتيجيات التنمية بدون شروط سياسية.

إفادة الدول الأخرى

لقد خلقت الصين فرصا كبيرة لبرامج التعاون التى تؤدى إلى تحقيق نتائج متبادلة النفع، منها على سبيل المثال البنك الآسيوى للاستثمار في البنية التحتية، الذى تم تأسيسه رسميا فى نهاية 2015، ويضم 57 عضوا مؤسسا من آسيا وأوروبا وأمريكا الجنوبية وأوقيانوسيا وأفريقيا.

وفى أغسطس الماضي، بدأ العمل فى الطريق السريع الذى يمتد لمسافة 64 كيلومتر ليربط بين شوركوت وخانيوال فى مقاطعة البنجاب بباكستان. وهو أول مشروع يتم تمويله من البنك الآسيوى للاستثمار فى البنية التحتية، بالتعاون مع بنك التنمية الاسيوي والادارة البريطانية للتنمية الدولية.

وهذا المشروع الذى تبلغ تكلفته 273 مليون دولار أمريكى، سيساهم ليس فقط فى تحسين شبكة النقل بالبلاد، وإنما سيساعد أيضا فى جهود تخفيف حدة الفقر.

إن مبادرة البنك الاسيوي للاستثمار فى البنية التحتية وغيرها من المبادرات التى حققت تقدما منذ قمة الابيك فى بكين، مثل بنك التنمية الجديد للبريكس وصندوق طريق الحرير ستساعد على تلبية احتياجات آسيا الضخمة فى مجال البنية التحتية.

وقال دوجلاس بال، نائب رئيس مؤسسة كارنيجي للسلام الدولي، فى حديثه لشينخوا "هذه اسهامات كبيرة فى تكميل نظام بريتون وودز بعد الحرب العالمية الثانية من خلال تلبية احتياجات العالم النامي."

وقد شهدت قمة مجموعة العشرين فى هانغتشو إطلاق اقتراح يدعم التصنيع فى أفريقيا والدول الأقل تقدما.

وستدفع الصين أعضاء مجموعة العشرين نحو التعاون فى مساعدة تلك الدول على تحقيق هدف تحولها إلى التصنيع وتحقيق أهداف تخفيف حدة الفقر والتنمية المستدامة من خلال بناء القدرات وزيادة الاستثمار وتحسين البنية التحتية، بحسب ما صرح وزير الخارجية وانغ يي.

وقال بانغ "مقارنة بقمة الابيك 2014، فإن الصين تتحمل فى الوقت الحالي مسئولية دولية أكبر."

ويعتقد بانغ أن اسهامات الصين تتولى القيادة للتمسك بالسبل متعددة الأطراف لمواجهة التحديات العالمية فى عالم يعاني من الازمات.

وأوضح انه بالاضافة إلى ذلك، فان الصين كدولة اصلاحية ومنسقة جيدة ومقدمة للحلول الجديدة، تستطيع مساعدة مجموعة العشرين وغيرها من المؤسسات فى تفعيل أدوارها فى التعامل مع القضايا العالمية، فى محاولة لتحسين الحكومة العالمية.

تحرير:wubuxi | مصدر:Xinhua

channelId 1 1 1
أخبار متعلقة