تحميل app

قناة البندا

عيد تشينغ مينغ ــــ دروس وعبر

BJT 17:07 01-04-2016

تحتفل الشعوب عادة بأعيادها القومية والدينية ولكنها متميزة في جمهورية الصين الشعبية إذ تكون معظمها بفعل الأساطير والحكايات الشعبية والأشخاص الذين لهم دور في حياة شعوبهم، لذلك،فإن معرفتها تحمل متعة خاصة،لما تتمتع به من مضمون ثري و تأريخا عريقا، كما أنها جزء من الثقافة الصينية.

كلمة "تشينغ مينغ" بريشة وانغ سيتشي الخطاط الصيني المشهور قبل 1700 سنة

كلمة "تشينغ مينغ" بريشة وانغ سيتشي الخطاط الصيني المشهور قبل 1700 سنة

يحتفل الشعب الصيني قبيل أو بعيد اليوم الخامس من ابريل كل سنه بعيد تشينغ مينغ، وتعني كلمة تشينغمينغ في اللغة الصينية النقاء والصفاء، ويسمى أيضا بعيد الأشباح في بعض المناطق الصينية. وتشينغمينغ عيد صيني لإحياء ذكرى الراحلين من الأهل والأعزاء وتذكُر محاسنهم، وزيارة الشهداء وأضرحتهم. حيث يقوم الصينيون خلالها بزيارة القبور لتنظيفها وترميمها، إضافة إلى نشاطات أخرى. وبما أن العيد يصادف اعتدال الجو واخضرار النباتات اعتاد الصينيون الخروج إلي ضواحي المدن المكسوة بالخضرة للنزهة أو تطيير الطائرات الورقية أو التمتع بالمناظر الربيعية لذلك يسمي أيضا عيد المشي علي الخضرة.

يرجع تاريخ عيد تشينغ مينغ إلى عهد الإمبراطور جين ون قونغ الذي كان يتعرض للاضطهاد قبل اعتلاءه العرش قبل 2600 عام.وذات يوم أغمي على جين ون قونغ من شدة الجوع والعطش، فلم يجد أتباعه ما يقدمونه لإنقاذه، فقام احد المخلصين له اسمه جيه تسي توي بقطع قطعة من لحم فخذه لينقذه من الجوع.وبعد مرور 19 عاما،عاد جين ون قونغ من منفاه و نجح في اعتلاء عرش. وكرم كل من صمد بجانبه بمناصبه رفيعة،إلا جيه تسي توي الذي نسيه،لكن بمجرد أن تذكر الإمبراطور هذا الأخير، ارسل لطلبه وتكريمه، رفض جين تسي توي وهرب إلى الجبال ، فأمر الإمبراطور البحث عنه بإشعال النيران في الجبال حتى يضطروه إلى الخروج، لكنه لم يخرج وفضل الموت محترقا مع والدته. وحدادا على هذا البطل الذي اختار الموت على المنصب الرفيع صار الناس يمتنعون في ذكراه عن إيقاد النيران فيأكلون أطعمتهم باردة .وفي عهد أسرتي مينغ وتشينغ الملكيتين ( 1368 – 1911) أصبح هذا اليوم مناسبة تقليدية لتقديم الولاء للأسلاف وزيارة أفراد العائلة الضرائح.

وتتضمن طقوس القرابين التقليدية، إزالة الناس للأعشاب المتنوعة عن الضرائح وإضافة إليها كمية من التراب، وإشعال أعواد الند، وحرق أوراق النذور، فيما يُعد طرودا بريدية من عالم الأحياء إلى العالم الآخر، وينحنون أمامها تحية وإجلالا للراحلين. وقد صور الشعر المكتوب في عهد أسرة سونغ الملكية (960-1279) العادات المألوفة عند الصينيين في عيد تشينغ مينغ،بأنها مناسبة يزور فيها الناس بتتابع الضرائح الكثيرة على قمم الجبال الجنوبية والشمالية لتقديم القرابين. ويتطاير رماد الأوراق النذور في السماء كأسراب من الفراش الأبيض المحلّق، ويذرف الناس دموعهم ودمائهم مثل الوقواق الأحمر.

و لم يقتصر الناس على حرق أوراق النذور فحسب ، بل كانوا يقدمون عشرة أطباق كبيرة من الأطعمة إلى الضرائح أيضا. كما ظلت زيارة الضرائح عادة شعبية وظلت مستمرة حتى الآن. بالإضافة إلى ذلك، تقوم الآن المنظمات والمجموعات بزيارات جماعية لضرائح الشهداء. وعندما يحل عيد تشينغ مينغ، يتوافد الناس إلى مقابر الشهداء الثوريين حيث يقدمون لها باقات زهور أو أكاليل زهور أو أشجار صنوبر أو سرو تعبيرا عن حزنهم على الشهداء.

كما إعتاد الناس خلال العهود القديمة بقيام نزهة لقطف القرملة ، وما زالت هذه العادة مستمرة حتى الآن. وبمناسبة حلول عيد تشينغ مينغ، تقوم الفتيات والنساء بنزهة ربيعية حيث يقطفن بعض البقول البرية الطازجة ويجلبنها إلى بيوتهن لإعداد الجياوتسي ومعجّنات الذرة المحشوة، وإنها تتمتع بطعم لذيذ ورائحة شهية ونكهة خاصة. كما انتشرت بعض العادات الأخرى مثل تطيير الطيارات الورقية وشد الحبل واللعب على الأرجوحة بمناسبة.

كما يعتبر فسل أغصان الصفصاف وغرس الأشجار أنشطة مألوفة بمناسبة عيد تشينغ مينغ خلال العهود القديمة. ويوجد في الأشعار القديمة بيتان يقولان: أشجار الحور والصفصاف الخضراء في كل أنحاء الشوارع تشبه الضباب وترسم الخطوط الكبرى للطبيعة بمناسبة عيد تشينغ مينغ في الشهر الثالث حسب التقويم القمري الصيني.

تحرير:ZhangDi | مصدر:People.com.cn

channelId 1 1 1
أخبار متعلقة